السبت، 29 مايو 2010

تحب تشرب شاي ؟ ج10

جلست نسرين بغرفة مكتبها تفكر في أحوالها و تلك الفرحة التي تعيشها ، لم تكن تحلم بمثل هذه السعادة في حياتها قط ، لقد وجدت أخيراً شريك حياتها من تهواه و يطمئنها ؛ من يشعرها بالأمان و الحنان ، و لم يكن يعكر صفو حياتها إلا ذلك الشعور بالذنب الذي دائماً ما يؤرقها ؛ كانت تشعر بالذنب من إخفائها حقيقة صلتها بياسر على حسام خاصةً بعدما سألها إذا كانت قد أحبت أحداً قبله ، وقتها ردت بسرعة نافية ذلك و هذا لأنها حقاً لم تشعر بالحب الحقيقي تجاه ياسر بل عاشت مشاعر الحب لأول مرة مع حسام ، لكن هذا لا يعني أن تخفي عليه ذلك ؛ نعم ستصارحه .. ستخبره ربما هو يريد أن يكون أول رجل بحياتها و حتى إن غضب من ذلك لا يهم ؛ فالمهم هو أن تزيل ذلك الشعور المؤرق لها .. أفاقت من شرودها فجأة على صوت حسام بجوارها يسألها عن عم حسين الساعي فردت عليه بسرعة : " لقد غاب اليوم ؛ إنه مريض . " " مريض ؟ ماذا به ؟ " " لا أعلم ؛ لقد أرسل إبنه ليخبرني بذلك و ليحصل على إجازة مرضية ، يبدو أن آلام الكبد عاودته مرة آخرى . " صمت حسام قليلاً ثم قال لها : " سأذهب إليه لأطمئن عليه ، أتأتين معي ؟ " نظرت له نسرين بإعجاب ظاهر و قالت : " بالتأكيد ؛ فأنا أكن له الحب و الاحترام . " ابتسم حسام و قال لها : " إذن هيا بنا . " جلست نسرين بجوار حسام على أريكة قديمة في حجرة صغيرة طلاء جدرانها تساقط من الرطوبة و من الفقر الشديد ؛ بآخر الغرفة تمدد عم حسين على سريره يشكر رئيس عمله و نسرين على مجيئهم إليه ليطمئنوا على أحواله داعياً لهم بالصحة و العافية طوال العمر و حينها رد عليه حسام قائلاً : " لا شكر على واجب يا عم حسين ، لا تقلق بشأن عملك .. ستحصل على مرتبك كاملاً و إذا احتجت أي شيء فقط أخبرني بذلك . " ردت نسرين مؤكدة كلام حسام قائلة : " نعم ؛ لا تقلق يا عم حسين فكل ما يهمنا أن تتعافى و تسترد صحتك لتعود لنا بالشركة عن قريب . " نظر لهم حسين نظرات امتنان و سعادة و صمت قليلاً ثم قال : " أشكرك جداً يا أستاذ حسام ، عقبال فرحتي بك و أنت عريس فأنت محترم و تستحق كل خير . " ثم نظر تجاه نسرين و قال : " و يبدو أنني سأفرح بك عما قريب مثل فرحتي بكِ يا نسرين بإذن الله . " فهم حسام على الفور ما يجول بخاطر حسين فنظر هو الآخر بخبث تجاه نسرين ليرى رد فعلها فتلاقت عيونهم و حينها توردت وجنتيها بشكل زاد من جمالها و براءتها ؛ ثم هب حسام واقفاً و قال : " سننصرف الآن يا عم حسين حتى لا تتأخر نسرين . " ثم نظر لنسرين و قال لها : " هيا بنا . " انصرفت نسرين برفقة حسام و عند هبوطهما درج المنزل قالت لحسام بحزن : " أتمنى أن يتعافى قريباً ؛ فأنا أحبه و أحترمه جداً يا حسام و يبدو أن علته ليست هينة . " و حينها كانا قد وصلا إلى باب المنزل من الخارج الذي يطل على حارة ضيقة مملوءة بأطفال يلعبون و يمزحون مع بعضهم البعض ؛ نظر حسام إليها برقة و أمسك يديها يربت عليهما قائلاً: " لا تقلقي يا حبيبتي ؛ سيكون بخير بإذن الله فأنا أعلم مدى معزتك له . " سعدت نسرين من لفظه حبيبتي و فجأة شعرت بضربة قوية على أيديهم فصرخت إثر تفاجؤها من ضربة الكرة القوية التي يلعب بها الأطفال و بينما عاتب حسام الأطفال و نظر ليطمئن عليها وجد نظرها مثبت في اتجاه آخر ؛ صدمت بشدة نسرين ليس بالطبع من ضربة الكرة فقط بل لرؤيتها ياسر بملابس قديمة و بمكان هكذا ؛ و بينما نظرت له بصدمة أخفض عينيه خجلاً منها و من نظراتها المتفاجئة . أفاقت على صوت حسام يسألها باهتمام : " نسرين .. هل أنتِ بخير ؟ " بكت نسرين بشدة في أحضان نهاد الدافئة ؛ لم تكن تعرف سبب بكاءها .. هل لصدمتها و اكتشافها بأنها كانت ضحية لعبة أساسها الغش و الخداع ؟ أم تبكي رثاءاً من حال ياسر الذي رسمت له صورة آخرى ؟ ذرفت دموعاً حارة ملؤها الندم و الحسرة على تلك الأيام التي قضتها في حب من لا يستحقها ؛ تلك الأيام التي قضتها في غش و خداع تحت إسم الحب الزائف ، ثم أفاقت على صوت نهاد الحنون قائلة لها : " لا تبكي يا نسرين ؛ فلتحمدي ربك أنكِ لم تقعي في غرامه و لا ضحية أغراضه الخسيسة . الله وحده يعلم لماذا كذب عليكِ و ماذا كان ينوي أن يفعل بكِ ؟ و لا تحزني لقد عوضك الله بمن هو أفضل منه . صدقيني ستكونين بخير . " مسحت نسرين دموعها و قالت بقوة : " نعم ؛ سأكون بخير بإذن الله . "

هناك تعليقان (2):

sunrise يقول...

جميلة اوى ياجيجى
عايزة اعلق بس عايزة انام
حدخل اعلق تانى ان شاء الله
بس كملى انتى بس الاجزاء وانا متابعة معاكى

i love this story
:)

جيـــــهـــان راضـــــي يقول...

شكرا يا شروق لردك و اهتمامك يا حبيبتي ... دايما بتشجعيني و الله ... و طبعا ده شرف كبير ليا ... أتمنى تنوريني دايما ...