الأحد، 20 يونيو 2010

ليلة شتاء باردة

ليلة شتاء باردة تقضيها في منزلك و بالأخص في غرفتك .. تقف أمام نافذتك .. تلك التي تطل على ذلك المنظر الكئيب الذي يعكس سكونك و ربما سكون كل ما يقع حولك .. ترى ليلاً مظلماً شديد السواد لا تميز فيه شيئاً سوى قطرات المطر التي تتساقط بغزارة و التي تشعر و كأنها دموع .. نعم .. ربما هي دموع تذرفها عيون المحبين .. أولئك من تنفطر قلوبهم من حرارة الشوق و ألم الفراق .. و ربما تنفطر عيونهم من البكاء سخطاً على غدر الحياة .. و ربما هي دموع من يسكنون السماء .. من يرون أحوالنا و يبكون أهوالنا .. لكن لا تفكر كثيراً .. فأنت في ليلة شتاء باردة ! تفيق من شرودك على الصوت الفيروزي يتصاعد من المذياع .. هل اتخذت الغابة مثلي منزلاً دون القصور ؟ .. هل تتبعت السواقي و تسلقت الصخور ؟ .. هل تحممت بعطرٍ ؟ .. و تنشفت بنورٍ ؟ .. و شربت الفجر خمراً في كؤوس من أثير ٍ ؟ .. و تشعر فجأة بوخزة البرد تتسلل إليك فيقشعر جسدك .. و ربما هي وخزة حزن تتسلل إلى قلبك فيرتعد ألماً .. تغلق النافذة بسرعة و تذهب إلى مخدعك تتطلب دفئاً لعل الدفء يدفعك إلى النوم .. لكنك لا تنام .. ترشف بعض قطرات ساخنة من قدح القهوة لعلك تشعر بحلاوة الدفء .. لكن أين تجد الدفء في قلب خاوي و مشاعر جافة في ليلة شتاء باردة ؟ ! تحاول أن تستجمع أفكارك المشتتة .. تلك التي تجمدت من البرد .. و ربما من التيه .. فأنت تائه مشتت .. بين ذلك الجو الحزين .. الذكريات المريرة .. البرد القارس .. الوحدة القاتلة .. الصمت الرهيب .. الخوف و الذعر .. و الضياع .. و تدور في تلك الدائرة لعلك تصل إلى حد .. لعلك تجد نهاية .. لكن كيف تجد نهاية لتلك الدائرة المفرغة و في ليلة شتاء باردة ؟ ! تتمدد فوق سريرك و تدثر بالعديد من الأغطية .. لعلك تشعر بالدفء فتنام .. و لكن تهاجمك الأفكار مرة آخرى .. تفكر فيما كان ؟ و كيف صار ؟ تهاجمك الذكريات .. و ربما هي ذكريات سنين مضت أو شهور انقضت و ربما هي ذكريات من أيام فقط .. تحاول الهروب لكنك لا تستطيع .. تدق ساعة الحائط لتخبرك بأنها الرابعة صباحاً .. و يتصاعد ذلك الصوت الخشن المتزن من المذياع بأخبار الرابعة بعد منتصف الليل .. لكنك ما زلت يقظاً .. تغمض عينيك لكن عبثاً أن يصل النوم إلى جفنيك .. فالنوم يجافيك .. و الغربة تقتلك .. و الوحدة تلازمك .. و الصمت يعذبك .. و لكن الذكريات ما زالت تهاجمك .. الحلو منها و المرير .. السعيد منها و الشقي .. تشعر كأنك في انتظار .. تنتظر شيئاً من المجهول .. ربما تحدث معجزة ما فتنتشلك من أحزانك .. لكن لا تأمل كثيراً .. فاليأس مازال معك .. صوته مازال يخبرك ... لا مستقبل .. و لا سعادة لك .. لكن لا تتعجب من أفكارك .. و لا تندهش من ذلك الأرق .. و لا تستغرب حالتك .. فأنت فقط في ليلة شتاء باردة !

الاثنين، 7 يونيو 2010

عذراً .. لن تتملكني

نعم لا زلت أذكرك .. نعم لا زالت تتردد في خاطري صورتك .. نعم ما زال قلبي معلقاً بقلبك .. نعم ما زلت الوحيد الذي استطاع أن يغزو قلبي و يعلمني أسرار العشق و الهوى .. نعم لن أنساك .. و لن أنسى أنك مررت يوماً بحياتي .. تركت بصمتك داخلي .. لكن أتعلم ؟ كانت بصمة ألم .. جرح و ندم تلك البصمة التي سأظل اتعلم منها طوال حياتي .. بصمة غدرك بمن أوفى .. بمن سهر الليالي يذرف الدمعَ يناجي القمر في هواك و يتمنى رضاك .. كنت الأمير الذي طرق باب أحلامي .. فباتت في حبك وردية جميلة .. و صارت بعدك سوداوية كئيبة .. غزوت قلبي بحبٍ أسير أعمى .. لم يجعلني أرى الصورة واضحةً .. صورة غامضة يشوبها الألم و الانكسار .. لكن اطمئن .. لن أعود مهما حاولت .. مهما بكيت و أمامي ركعت .. ربما لا يفرق وجودي معك .. ربما انت طائر لا تهوى الاستقرار .. لا تجيد فن الحب و الاعتراف .. لكنك أيضاً مسكين .. لن تعرف الحب و لن تتذوق طعم الأشواق .. لن تتملكني بذلك الحب الأعمى .. لن تغزو قلبي بأشعارك الساحرة .. و غموضك الأعوج فأنا حرة .. وُلدت حرة سأحيا و أموت حرة حتى و إن حكمت على قلبي بالعزلة و الانغلاق .. فلا تحاول .. و ارحل بعيداً لا أريدك و لا أريد أي أعذار .. لا أريد حبك و لا حتى تلك الأشعار .. اترك لي مكاني .. مملكتي .. عالمي الخاص و عَد إلى طريقك .. ذلك الذي سلكته من قبل طريق الدموع و الانهيار .. و عذراً لن تتملكني .. و عذراً لن أقبل أي أعذار ..