الأحد، 5 سبتمبر 2010

تحب تشرب شاي ؟ ج11

" لقد أصبحتِ بخير تماماً ؛ فقد زالت الالتهابات عن اللثة و لن تشعري بألم بعد الآن بإذن الله . "

وقفت ريم من جلستها إثر قيام محمد من كرسيه و قالت له :

" أشكرك كثيراً يا دكتور محمد .. حقيقةً الفضل يعود لك بعد الله . "

و همت بالخروج لكنه استوقفها سريعاً قائلاً :

" أرجوكِ ؛ انتظري يا آنسة ريم ، فأنا أريد أن أحادثك بموضوعٍ هام و لن أستغرق من وقتك الكثير . "

تعجبت ريم من لهجته الجادة حيث اعتادت على إسلوبه الساخر المضحك طوال الوقت ثم جلست أمامه قائلة بهدوء :

" تفضل . "

" حقيقةً منذ اليوم الذي رأيتك فيه لأول مرة شعرت و كأنك هبة نزلت عليّ من السماء ؛ لا تتعجبي من حديثي ؛ فأنا لم أؤمن بالحب خاصة من النظرة الأولى في حياتي قط ؛ لكن بعد أن رأيتك أيقنت أنه موجود . "

احمرت ريم خجلاً و قلبها يرقص طرباً إثر كلمات محمد التي لمست فيها الصدق و الحب و قبل أن تتحدث استكمل حديثه قائلاً :

" اسمعيني جيداً ؛ أريد أن أحدد ميعاد لأتقدم لكِ رسمياً ؛ و صدقيني تلك المرة أريد الارتباط بكِ لأنني أحبك حقاً و أتمنى أن تبادليني نفس المشاعر . "

" تلك المرة ؟ "

ابتسم محمد و قال :

" سأخبرك بكل شيء ....... "

*************************************

" من فضلك .. أود مقابلة سيف الشربيني . "

تطلعت نهاد من فوق أوراقها إلى مصدر ذلك الصوت الأنثوي الناعم لتجد امرأة في بداية الثلاثينات من عمرها طويلة القامة ممشوقة القوام .. ينسدل شعرها الأسود اللامع ليلفح بشرتها السمراء الناعمة برقة و جمال ظاهر .. لها عينان سودوان تذوب في سحرهما فوق أنف دقيق و شفتان كرزتان .. لم تستطع نهاد إخفاء ضيقها اللا مبرر من هذه المرأة فقالت لها بجفاء :

" من حضرتك ؟ "

جلست المرأة في ثقة واضحة لتضع ساقاً فوق الآخرى و ردت بصوت متعالِ :

" نادية الشربيني .. إبنة عمه . "

دلفت نهاد إلى حجرة سيف الملحقة بحجرة مكتبها و إثر سماعه الإسم هب واقفاً و خرج ليرحب بإبنة عمه التي نظرت له بإشراق إثر ترحيبه الشديد بها ، ثم دلفا معاً إلى حجرة مكتبه في حين خرجت نهاد و أمارات الغضب ظاهرة على ملامحها حيث وجدت ريم أمامها و التي بادرتها قائلة :

" نهاد .. كيف حالك اليوم يا صديقتي العزيزة ؟ "

" بخير .. الحمد لله ؛ لماذا تأخرتِ اليوم ؟ "

" سأخبرك لاحقاً ؛ أخبريني أولاً من هذه المرأة الجميلة ؟ "

" إنها إبنة عم الأستاذ سيف . "

" يا إلـهي كم هي جميلة ! ؛ يبدو أنه يهتم لأمرها كثيراً . "

" ألن تخبريني سبب تأخرك ؟ "

ابتسمت ريم و قالت :

" لقد كنت عند محمد . "

ابتسمت نهاد بدورها و قالت بخبث :

" محمد ؟ أتقصدين دكتور محمد ؟ أم شخصاً غيره ؟ "

ردت ريم بابتسامة مشرقة :

" بالطبع تعلمين من أقصد أيتها اللئيمة . "

ضحكا معاً ثم سألتها نهاد بجدية :

" حقاً أخبريني كيف حدث هذا التغير ؟ "

" لقد تقدم إليّ لكن الأهم من ذلك هو اعترافه بمشاعره تجاهي ؛ لقد أكد لي حبه من أول نظرة و أن هذا هو السبب الحقيقي من رغبته في الزواج بي "

ابتسمت نهاد و قالت بهدوء :

" أعلم إلامَ ترمين بكلامك هذا ؟ صدقيني لم يشعر محمد تجاه نسرين بأي مشاعر من الحب ؛ فقط أراد أن يرتبط بها لمجرد أنها مناسبة و هذا ما أكدته لي مراراً و تكراراً نسرين بنفسها ، عموماً أتمنى لكِ الحب و السعادة من كل قلبي . "

" أشكرك يا نهاد .. عقبالك يا رب ؛ فالحب أجمل إحساس بالوجود أتمنى أن تعيشيه عما قريب . "

فكرت نهاد في نفسها و تساءلت ترى هل يمكن أن تجد من يبادلها مشاعر الحب و الحنان في يوم من الأيام ؟ ترى هل يخبيء لها القدر فتى أحلامها الذي باتت تحلم به ليالِ عدة ؟ و لم تعرف لمَ جالت صورة سيف بخاطرها عند هذه الفكرة ؟ تعجبت من نفسها ثم سرعان ما أذاحت الفكرة من رأسها حينما أفاقت من شرودها على صوت سيف عند باب الغرفة يوصل نادية بنفسه ؛ و حينها خرجت ريم مسرعة حتى لا يسألها عن سبب تأخرها ، و بعد أن رحلت نادية أيضاً نظر سيف إلى نسرين و سألها :

" هل أنتِ مشغولة غداً ؟ أعني هل أنتِ مقيدة بأية مواعيد ؟ "

" لا أبداً . "

" جيد ؛ فأنا أريد أن أتناول معكِ العشاء غداً . "

" ماذا ؟ "

" أعني برفقة جون هاملتون و زوجته .. عشاء عمل .. فأنتِ تعلمين مدى أهميتهم لفتح فرع جديد للشركة بنيويورك . "

" حسناً ؛ سأستعد غداً و أكون جاهزة عند الموعد بإذن الله . "

" بإذن الله . "

ثم دلف مرة آخرى إلى حجرته بعد أن ألقى عليها تلك النظرة المتأملة التي اعتادت عليها و اعتادت على أن تغوص بأعماق أسرارها ...

**********************************

تأملت نهاد نفسها بالمرآة بعد أن أنهت زينتها حين شعرت بالرضا التام عن مظهرها ، حيث كان ذلك الفستان الأسود الكريستالي يعكس نعومة بشرتها البيضاء و تألقها ؛ فستان طويل بدون أكمام حيث توجد شريطة وردية اللون من الستان الناعم عند الخصر لتقوم بتحديده بشكل جذاب له فتحة صغيرة عند الصدر حيث وضعت بعض اللآليء التي تزيد من جاذبيتها ، قامت برفع شعرها بدبوس لامع بحيث تنسدل أطرافه على عنقها ؛ لم تضع الكثير من الزينة إلا ذلك اللون الوردي الذي صبغت به شفتيها و ظل العين الذي حددت به عينيها مع بعض حمرة الخدود فظهرت و كأنها أميرة ذاهبة لحفلها الراقص لتلتقي بحبيها الفارس ....

ليست هناك تعليقات: