الأحد، 5 سبتمبر 2010

تحب تشرب شاي ؟ ج13

وقفت نهاد بمطبخ شقتها لتعد وجبة الغداء شاردة حزينة ؛ فهي لا تستطيع أن تنسى ما حدث لها من أحداث مؤرقة في الآونة الأخيرة ؛ تشعر بالظلم و الأسى و هي لا ذنب لها ؛ و حينما تتذكرة نظرة سيف إليها بآخر لقاء لهما تشعر بغصة شديدة في حلقها ، و رغما عنها ذرفت دموعاً حارة ألهبت وجنتيها و لتغرق في أحزانها مرة آخرى و حينما أفاقت من حزنها سمعت جرس الباب يرن فمسحت دموعها و غسلت وجهها الذي لم تؤثر فيه قطرات المياه لتخفي آثار حزنها فظلت عينيها حمروان ، و اتجهت إلى الباب و حينما فتحته سقط قلبها في قدميها حيث كان القادم سيف نفسه ، لم تستطع أن تتحدث لهول المفاجأة فنظر لها و إلى عينيها برفق و قال :

_ أيمكنني أن أتحدث معكِ قليلاً ؟

_ أنا بمفردي بالمنزل .

_ أعلم ؛ فنسرين ليست هنا

_ نسرين ؟ كيف عرفت إسم أختي ؟

_ أنا منتظرك بنفس المكان الذي تقابلنا فيه لأول مرة .

و انصرف دون أن يعرف حتى جوابها .

دلفت نسرين إلى ذلك المكان العشوائي و تلك الحارة الضيقة بثقة و ثبات غير عابئة بكلمات الغزل التي تتلقاها ، أو نظرات هؤلاء النسوة اللائي يجلسن عند أبواب بيوتهن يتجاذبن أطراف الحديث ، أو حتى معاكسات الأطفال الشقية لها ، و اتجهت إلى تلك القهوة التي تعج بالعديد من الناس وسألت صبي القهوة عن مكان ياسر فأشار لها عن محله الذي يعمل به فشكرته ثم اتجهت حيث أشار لها .

و قبل أن تدلف إلى المحل إذا به يخرج فصطدم بها و تتلاقى أعينهم فينظر لها باحتقار و تنظر له بقوة من سيحتقره بعد قليل غير عابئة بنظراته و قالت له :

_ لماذا فعلت ذلك ؟

_ لصدمتي فيكِ .

_ و ماذا عن كذبك عليّ ؟

صمت قليلاً ثم قال لها :

_ أعترف أنني كذبت عليكِ و لأغراض خبيثة أيضاً ، لكنني ندمت بعدها و قررت أن أمضي بحياتي شخصاً آخر نادماً على ما فعلت و هذا لأنني .. أحببتك بحق .

على الرغم من غضبها الشديد منه إلا أنها لا تنكر أن كلماته أثرت عليها فقالت له :

_ إسمعني جيداً .. بدايةً لم أكذب عليك في شيء و تركتك حينما تيقنت أنني لا أحبك و عرفت حقيقتك بعدها و لم أندم على معرفتي بك بقدر حزني عليك و على أحوالك ، شعرت تجاهك بالشفقة و سامحتك لكنك لم تعر ذلك اهتماماً فانتقمت مني شر انتقام حينما جرحت مشاعر أختي أمام خطيبها ، فرقت بين إثنين لا ذنب لهما في شيء سوى أن إحداهما هي أختي .

تعجب ياسر كثيرا من الصدمة التي تلقاها فصمت قليلاً ثم قال لها بمنتهى الجدية :

_ نسرين .. أسف العالم لن يكفي ليمحو ما حدث ، لقد أخطأت في حقك كثيراً ، لكن صدقيني فعلت ذلك لأنني أحببتك و لم أستطع تقبل فكرة أنكِ تعرفين كل يوم رجلاً ، لم أظن أبداً أنها أختك .

_ لا يهم ، ما حدث قد حدث ، المهم الآن أن تعدني ألا تتدخل بشؤن حياتي مرة آخرى أو حياة من يقربني .

_ صدقيني ، لن أفعل ذلك مرة آخرى و أرجوكِ سامحيني .

_ سامحتك بشرط ألا تخدع أحد مرة آخرى .

_ صدقيني .. لقد صرت شخصاً آخر و أعمل الآن بالنهار في ذلك المحل ، و أعمل ليلاً بالفندق الذي حدث فيه ما حدث .

_ أتمنى لك كل التوفيق .

و انصرفت بهدوء على وعد منه بألا يتعرض لها مرة آخرى ، حامدة الله على ما حدث حيث كان درساً هاماً لها .

نظرت نهاد إلى سيف متعجبة بتلك الكافيتريا التي تقابلا فيها من قبل و قالت له :

_ ماذا تريد مني ؟

_ لماذا لم تخبريني بأمر نسرين من قبل ؟

صمتت قليلاً ثم قالت له :

_ و كيف عرفت بأمرها ؟

_ لقد أتت إلي اليوم صباحاً و أخبرتني بكل شيء ، و عرفت بأمر سوء التفاهم الذي حدث .

_ لكن كيف عرفت هي ذلك ؟

_ لقد أخبرتها ريم بكل شيء و أخبرتها أنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً لأنك قطعتِ وعداً منها .

صمتت نهاد فقطع سيف صمتها قائلاً :

_ أنا آسف يا نهاد ، آه لو تعرفي عذابي بالأيام السابقة .

لم تجبه فهي لا تعرف بما تجيبه فقال لها :

_ أحبك .

انعقد لسانها من هول المفاجأة فقال لها :

_ نعم ؛ منذ اليوم الأول الذي رأيتك فيه و أنا أحبك ، احترت كثيراَ حينما لم تأتِ موعدنا مرةً آخرى ، و حينما وجدت بشركتي حمدت الله و صممت على أن تكوني لي ، كنت أراقبك كثيراً دون أن تدري حتى جاء اليوم الذي سألتك فيه عن موعدنا الثاني و لقاءنا الأول ، و بالرغم من أن كلامك لم يكن مقنعاً إلا أنني قبلته لأنني أحبك ، حتى قررت أن أتزوجك و ما زلت مصمماً على ذلك . هل تقبلينني زوجاً لك ِ .

لا تعرف ماذا تقول ؟ يا إلهي لقد عوضتني أخيراً بالشخص الذي أحببته ، لا أستطيع تحمل فرحة قلبي يا ربي فقالت له بفرحة كبيرة :

_ موافقة يا حبيبي .

فابتسم لها مربتاً على يديها برفق فسعدت كثيراً لكنها تذكرت شيئاً هاماً فقالت له :

_ أخبرني ما هي قصة نادية الشربيني ؟

قهقه بصوت عالِ و قال :

_ هل تغارين يا جميلتي ؟

احمرت نهاد خجلاً فقال لها :

_ نادية تزوجت منذ عامين و انفصلت عن زوجها لأنها كانت تحب شخصاً قبله ؛ كان زميلها بالجامعة لكن عمي لم يبارك الزيجة لأنه كان فقيراً فتركته و رضخت لأمر عمي ، و بعد انفصالها تقدم لها زميلها مرة آخرى خاصةً بعدما نجح بمشروعه الصغير فأتت لتأخذ برأيي خاصة لأنها تعتبرني مثل أخيها بالضبط .

ابتسمت نهاد و ارتاح بالها فقال لها :

_ ما رأيك بأن نتزوج بأقرب وقت ممكن ؟

ابتسمت ثم سرعان ما خطرت ببالها فكرة مجنونة فقالت له :

_ ما رأيك بفكرة .....

بعدها بإسبوعين ....

على أنغام الموسيقى و الصوت الهاديء الحنون الصادر بأرجاء القاعة احتضن سيف نهاد زوجته بحنان يتراقصون على هذه الأنغام الجميلة ، و بجانبهم رقص حسام برفقة نسرين بينما محمد برفقة ريم .

كانت السعادة على وجوه الجميع فقال سيف لنهاد :

_ هل أنتِ سعيدة ؟

_ بالطبع يا حبيبي . و أنت ؟ هل أعجبك الزواج الجماعي ؟

_ نعم ؛ أرى السعادة على وجوه الجميع ، فما أجمل أن يشاركنا الجميع فرحتنا .

ابتسمت نهاد و رمت برأسها فوق كتف زوجها فاحتضنها و قال لها بعد برهة :

_ أتعلمين ماذا أريد الآن ؟

_ ماذا ؟

_ أحب أشرب شاي ...

ضحكت نهاد فبادلها زوجها الضحك فنظرت إليها نسرين سعيدة لسعادة أختها ، و نظرت إليهم ريم فأطلقت لهم غمزة بعينيها فبادلاها تلك الغمزة بسعادة عامرة ....

تمت بحد الله .

هناك تعليقان (2):

sunrise يقول...

gege y a7la katba fe eldonia

akheran akheran khalsat elrowaia

a2raha men elawl la7d akher satr
begad to7fa gedan gedan
w isa , tonshoreha fe ketab orib
i
love
youuuuuuuuuuuuuu
:)
:)

جيـــــهـــان راضـــــي يقول...

ميرسي يا روكا يا حبيبتي ع كلامك الجميل ده ... أنا اللي المفروض أشكرك على تشجيعك دايما ليا ... ربنا ما يحرمني منك يا سكر يا رب
luv u 2 :****