الأربعاء، 12 مايو 2010

تحب تشرب شاي ؟ ج5

رحبت ريم ب ( سيف ) كونه مديرهم الجديد و أرادت أن تكسر ثلج ذلك الجو البارد الذي نشأ من ثرثرة نهاد في اعتقادها فهي لا تعرف سر ذهول نهاد و لا سر سخرية سيف ، شكرها سيف في هدوء و قال متسائلا : " لماذا أنتم هنا حتى ذلك الوقت المتأخر ؟ لقد تعدت الساعة الثامنة مساءا . " و نظر إلى نهاد نظرة ذات مغزى جعلتها تخفض رأسها حينما التقت عيناها بعينيه بينما ردت ريم قائلة : " لقد أرادت نهاد الانتظار لإنهاء بعض الأعمال و لذلك انتظرت معها حتى لا تبقى وحدها بالشركة . " نظر سيف إلى نهاد و وجه إليها كلماته الأولى منذ دخوله إلى الغرفة قائلا : " حقا ؟ يبدو أنك مجتهدة في عملك يا آنسة نهاد . " " أشكرك. " " عفوا ، لقد تأخر الوقت فلتذهبوا الآن و لكنني أريدك في غرفة مكتبي قليلا يا آنسة نهاد . " قالت له نهاد في هدوء محاولة جمع شتاتها : " حسنا . " دخل إلى غرفته حيث مكتب أبيه حينما نظرت نهاد إلى ريم و قالت : " ريم .. من فضلك إذهبي و أحضري حقيبتك و إجمعي أشيائي المتناثرة على مكتبي حتى نخرج سويا فور خروجي من غرفة مكتبه . " ردت ريم بخفة : " حسنا يا صديقتي العزيزة . " خرجت ريم من الغرفة بينما دلفت نهاد إلى غرفة مكتب سيف بعد أن طرقت باب الغرفة طرقات خفيفة ، ثم توجهت إليه و قالت في ثبات : " أتريد شيئا قبل أن أغادر؟ " " نعم ، أريد إعلامك بعض الأشياء بما أنك السكرتيرة المسئولة أمامي ، أولا أنا مديركم الجديد و هذا بالطبع بعد مرض أبي شفاه الله و عفاه قريبا بإذن الله ، ثانيا سآتي يوميا قبل ميعاد أبي بساعة و أريدك أن تحضري في نفس ذلك الوقت حتى أعرف مواعيدي و جدول أعمالي في بداية اليوم ، ثالثا أريد تجهيز كل ما أطلبه فورا و لا أريد تأجيل أي عمل . هل كلامي واضح ؟ " شعرت نهاد بلهجته الآمرة و عجرفته الظاهرة و قالت بضيق واضح : " نعم ، كلام حضرتك واضح و إن شاء الله نكون جميعا عند حسن ظن حضرتك . " " إن شاء الله .. يمكنك الآن أن تنصرفي . " و قبل خروجها أوقفها قائلا : " ألا يوجد أحد غيركم هنا بالشركة ؟ أعني أحد السعاة ؟ " " نعم ، يوجد ساعي دائما ما يترك عمله مؤخرا ، أتريد منه شيئا ؟ " " نعم ، أحب أشرب شاي ! " تراجعت نهاد للخلف قليلا و لم تعرف ماذا تقول لأنها كانت تدرك مغزى حديثه و لكنها تمالكت أعصابها و قالت : " حسنا ، سأخبره . " و قبل أن تنصرف أوقفها مرة آخرى و قام من جلسته و عبر مكتبه ثم وقف أمامها واضعا يديه في جيبيه و نظر لها نظرة عميقة ارتجفت لها و قال : " غدا ستأتين في موعدك بما أنك تأخرت اليوم و ابتداءا من بعد باكر تأتين قبل موعدك بساعة ، و حينما تأتين غدا أريدك في موضوع هام . " تيقنت على الفور أنه حقا يذكرها بالرغم من مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على أول لقاء لهما و قالت في هدوء: " حسنا . " أشار لها بيديه و قال : " إذن تفضلي . " سارت بخطوات سريعة و هي تشعر بنظراته الثاقبة مصوبة إليها من الخلف و حينما خرجت وجدت ريم في انتظارها ثم خرجتا معا .

ليست هناك تعليقات: