الثلاثاء، 20 أبريل 2010

نصف أمنية !

سارت بخطى واثقة متزنة بين صفوف السيارات و العربات المتراصة في ذلك الموقف القديم ... تلك العربات المسافرة لأماكن عدة ؛ كانت تشعر بنظرات الإعجاب حولها لكنها لم تبالِ لأنها اعتادت على ذلك أينما ذهبت ، و بدأت تبحث عن الركن الذي يحوي العربات و الأتوبيسات المسافرة إلى الإسكندرية و تجول بعينيها في جميع أركان الموقف . و أخيراً وجدت الركن المطلوب و فجأة قبل صعودها للعربة رأته ؛ نظرت إليه نظرات عميقة من تحت نظارتها الشمسية السوداء بمشاعر مختلطة ما بين إعجاب و تمني و لم يفت عليها نظراته الشديدة ؛ لمحت نظراته الثاقبة من تحت نظارته الشمسية السوداء ما بين إعجاب و إهتمام ، لكنها سرعان ما محت كل ذلك من عقلها و صعدت إلى الأتوبيس لتختار كرسيا بعيداً عن الناس بجوار النافذة مثلما اعتادت أن تفعل كلما كانت تسافر إلى أي مكان . جلست في مكانها بهدوء لكنها لم تستطع أن تفارق صورته من خيالها ؛ و تمنت أن يأتي إليها و يسافر معها ؛ لكنها سرعان ما أزاحت الفكرة من رأسها لتخرج كتاباً تقرأه حتى يحين موعد انطلاق الأتوبيس . و فجأة سمعت ضجة كبيرة تأتي من باب الصعود نظرت في فتور لتجده واقفاً أمامها يحاول الصعود ؛ نظرت إليه تسترجوه بأن يسرع في الصعود ليجلس بجوارها قبل أن يسبقه أحد في فعل ذلك ؛ و نظر إليها في اهتمام يطمئنها بينما يملأ الخوف أركانه من أن يأخذ أحد مكانه . أسرع في الصعود و اتجه إليها و جلس بجوارها شعرت باهتمامه و شعرت به بجوارها كأنها يطمئنها إلى حقيقة واقع ملموس لا خيال و حلم من الأحلام ؛ شعرت به يعزلها عن العالم كله يحميها من الناس و من نظراتهم المختلفة ، و أخيرا ارتخت في كرسيها بعد محاولات عدة للارتخاء بعد خوف و اضطراب و انفعال ؛ و بدأت أمنياتها تتعدد سيتحدث إليها ؛ يخبرها بمشاعره ؛ لا لن يتحدث ربما هي تتوهم كل ذلك ، لكن كيف تتوهم ذلك و هو بجوارها ؟ سيسير خلفها و يتحدث إليها ، لقد وجدها أخيراً و لن يتركها تضيع من يديه ؛ هكذا فكرت في نفسها . و فجأة توقف الأتوبيس و هبط الناس من حولها ؛ نظرت إليه فوجدته قد هبط هو الآخر دون كلام أو وعود أو أمنيات ؛ شعرت بحسرة لكنها لم تكن حسرة كبيرة و هبطت خلفه و نظرت إليه كأنها تودعه أو تودع حلمها الواقعي ؛ و ابتسمت في نفسها ساخرة قائلة على الأقل صعد ورائها .. على الأقل جلس بجوارها .. على الأقل حماها مما هو مجهول بالنسبة لها .. على الأقل تحققت لها نصف أمنية !

ليست هناك تعليقات: